24 نوفمبر 2024 | 22 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.محمد الشطي: الكويت ملأى بالجمعيات الخيرية التي تحتضن التائبين عن تعاطي المخدرات

24 نوفمبر 2014

في الوقت الذي ابتُلى كثير من شباب الأمة في دينهم وانجرفوا في طريق المعصية وتعاطي المواد المخدرة، لا تزال المخدرات تهدد العالم بمخاطر تفوق جسامتها مخاطر الحروب، بل إن البعض يذهب إلى اعتبار المخدرات هي أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي والحاضر، فالجمعية العامة للأمم المتحدة مثلا قد اعترفت بأنه على الرغم من تزايد الجهود التي تبذلها الدول والمنظمات المعنية والمجتمع المدني، تظل مشكلة المخدرات العالمية تشكل خطرا جسيما على الصحة العامة وسلامة البشرية ورفاهيتها، وعلى الأمن الوطني للدول وسيادتها.

حول هذا الموضوع يتحدث الشيخ الدكتور محمد الشطي – أستاذ الحديث بكلية التربية الأساسية بالكويت – مؤكدا أن المخدرات ما هي إلا سلاح سوء يستخدمه عتاة المجرمين في الأرض، ليضيعوا زهرة شباب الأمة، ففي كل يوم تصلنا أخبار مشاجرات ومشاحنات في مجمعات تجارية ومدارس وطرقات، من أسباب هذا التشاحن هي المفترات والمسكرات التي وقع فيها كثير من الشباب، الذين تم استدراجهم لهذا المنزلق من قِبل بعض ذوي النفوس الدنيئة، ليمكروا في الأرض ويفسدوا فيها، هذه المخدرات والمسكرات محرمة تحريما قاطعا في كتاب الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿90﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿91﴾ عندما نزلت هذه الآيات من سورة المائدة على رسول الله أُريقت أواني الخمر في شوارع المدينة، وقال المسلمون :" نعم إنا منتهون"، "انتهينا ربنا"، حسب الروايات التي أخرجها أبو داوود والنسائي، فهل ينتهي اليوم رواد الفتن الذين أجرموا في البلاد، ويتوبوا إلى الله تعالي؟ ويتقوا الله في شبابنا وبناتنا؟

يقول فضيلة الدكتور أن الله تبارك وتعالى كرَّم هذه الأمة، وكرَّم هذا الإنسان، وأعطاه نعمة العقل، تلك النعمة العظيمة التي لا يشعر بقيمتها إلا من فقدها، وحذر من تعاطي كل ما يُذهب العقل، ويهين النفس، كم رأينا من نماذج مؤلمة لمن وقعوا في أوحال هذه المخدرات، فما حرمها الله تعالى إلا لمصلحة الإنسان، كم سمعنا من قصص مؤلمة، عن أب يقتل ابنه، أو يعتدي على ابنته، أو ثالث يقتل صديقه، من المسئول عن كل هذه المآسي؟

يرى الشيخ الشطي أن من أسباب تعاطي تلك المخدرات هو ضعف الإيمان، وضعف العلم، وضعف التوجيه والإرشاد، ويشدد على كل أب وأم أن يحرصوا على مواظبة أبنائهم على أداء الصلوات، ودوام التردد على بيوت الله، والانخراط في حلقات العلم، وتدارس القرآن الكريم، حتى تربيهم هذه المساجد، التي أخرجت أمثال الصِدِّيق والفاروق وذي النورين، وألا يتركوا أبناءهم فريسة سهلة للمفسدين في الأرض.

ويضيف أن من أسباب الانزلاق في هذا المنزلق أيضا التفكك الأسري، ورفقة السوء، لذا ينبغي على أولياء الأمور تفقد رفقاء أبنائهم والتحري عن أصدقاءهم والمقربين منهم، قبل أن يتحقق فيهم قول رب العزة ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا﴾ ﴿سورة الفرقان: ٢٧، ٢٩﴾ فالشيطان يبحث عن مجالس السوء هذه حتى يؤجج الفتنة، ويضل الشباب ويضيع أعمارهم سُدى

من ناحية أخرى، يقول الدكتور الشطي أنه مما يثلج الصدر أن الكويت ملأى بالجمعيات الخيرية التي تحتضن من تاب وأناب وعاد إلى الله جل وعلا، نحمد الله أن البلد لازال فيه الخير، لا يزال يشجع الناس على الإقلاع عن هذه المخدرات ويدعوهم إلى التوبة إلى الله من تلك الذنوب، ويقول لهذه الفئة التي ابتليت بهذا البلاء أن باب الله تبارك وتعالى مفتوح، متى ما أردت أن تتوب فلا تتردد ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر53 ، فلا تنتظر أيها المبتلى لحظات الموت لتتوب، بادر بالإقلاع والاستغفار، واحمد الله على نعمة فرصة التوبة، ونعمة الهداية، ونعمة وجود الجهات الخيرية لمساعدة للعائدين عن هذا الطريق.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت